أحداث معقدة ومثيرة تحصل داخل جسمك طوال 24 ساعة لا تعرف عنها سوى القليل! ولمزيد من المعلومات والحقائق المذهلة، تقودنا جنيفر أكيرمان في كتابها «يوم من الحياة في جسمك» (الدار العربية للعلوم ناشرون) في رحلة عبر الجسم البشري على مدار يوم عاديّ، فتجعلنا نفكّر في أجسامنا بطريقة مختلفة كليًا عما كنا نفكر فيه قبل قراءتنا هذا الكتاب.
يولي الإنسان اهتمامه لمختلف الأمور الخارجيّة التي تحصل لجسمه من تجاعيد أو سقوط شعر أو بدانة أو شكل الأنف، ويتجاهل ما يحدث في داخله معتبرًا أن الجهل خير من المعرفة ما دام هذا الجسم لم يتعرّض للخلل أو الاضطراب.
يتناول كتاب «يوم من الحياة في جسمك» العلم الجديد للجسم، كذلك يتناول الأحداث المعقدة والمثيرة التي تحصل داخله طوال 24 ساعة من اليوم. وعلى رغم ملايين الفوارق الصغيرة والهامة في التشريح والفيزيولوجيا والسلوك، فنحن نتقاسم خبرات جسميّة مشتركة، وقد وزّعت المؤلفة موضوعاتها على خمس مراحل من اليوم، بدأتها بفترة «الصباح» و{الظّهيرة» ثمّ «بعد الظهيرة» يليها «المساء» ويختمها «الليل».
ونقتطف من هذه المراحل بعض النبذات المفيدة والمشوّقة لننعم مع المؤلّفة بمعرفةٍ جديدة نضيفها إلى معلوماتنا.
الصّباح
استقصى الباحث بيريز لافي ما إذا كان يمكن أن يستيقظ الناس في وقت معيّن من دون منبّهات خارجية، فاكتشف شيئًا مدهشاً: استيقظ كثير من الأشخاص لديه قبل عشر دقائق أو بعدها من الوقت المحدّد حتى عندما كان الوقت المحدّد باكرًا عند الثالثة والنصف بعد منتصف الليل.
يتعقّب العقل اللاواعي بطريقة ما وقت الساعة حتى خلال النوم، حيث يتوقع الدماغ حدثًا ذا توقيت كما يفعل في أثناء اليقظة، ويحرّض على إطلاق مواد كيماوية تهدف إلى نهوضنا وتحرّكنا.
وفي مجال آخر، رغب بعض الناس صباحًا في القيام بعملين معًا أو الانتباه إلى شيئين في الوقت نفسه. فما مدى كفاءة ذلك؟
كتب بوبيليوس سايروس سنة 855م «أن تقوم بعملين معًا يعني ألاّ تقوم بأيّ منهما». وتتراكم الأدلّة التي تؤيد هذا الشاعر اللاتيني، فعلى رغم القدرات الهائلة على المعالجة المتوازية التي تبديها الخلايا العصبية الدماغية البالغ عددها 155 بليون خلية، فإن الدماغ لم يُجعل للعمل في وقتين معًا، وعند محاولة القيام بمهمتين سويّةً قد يُحبط حتى بأبسطها.
الظهيرة
فترة الظهيرة تجعل الشخص يفكر بالطعام، والجوع أفضل صلصة طبيعية تهيّئ المعدة للبحث عن الأطايب. وثمة دراسة تظهر أن بعض الطعام يمكن ألاّ يعزّز الراحة النفسية فحسب، بل يخفّف الانزعاج النفسي أيضاً، فقد وجد الباحثون أنّ الأطعمة الغنية بالزبدة والزيت وأنواع أخرى من الدهون قد تفقد إحساس الألم، والأشخاص الذين أطعموا وجبة من الفطائر المحلاة والغنية بالقشدة والزبدة السائلة قبل 90 دقيقة من غمر سواعدهم في ماء متجمّد، لم يتألّموا مثل الذين أكلوا فطائر محلاة ذات سعرات حرارية مماثلة، لكن مع حليب منزوع الدسم وماء، كذلك خفّ الألم كثيرًا بعد نحو ساعة ونصف الساعة من الوجبة. وبما أن الوجبة السائلة أخفقت في تحقيق التخفيف نفسه، لذلك يتوقّع العلماء أن التأثير قد يعتمد على ما يُدعى «التنبيه الحسي الفموي» أي الشمّ والتذوّق والاعتقاد بتلك الفطائر المحلاة الغنيّة بالدهون، الذي قد يحرّض الأفيونيات opiods الطبيعية المسكّنة للألم في الجسم.
وننتقل إلى الطواحن التي تهرس الطعام وتسهّل عمليّة المضغ، فقد تبيّن أن الميناء الأبيض اللامع الذي يتوّج كلّ سنّ هو أقوى نسيج في الجسم. وبحسب الباحث «لوكاس» يطبّق الفكان لدى الإنسان زهاء 59 كغ من الضغط على أسنانه عندما يقوم بعملية القضم والعلك، ولا يعدّ هذا الضغط كله هامًا لطحن الطعام فحسب، بل للحفاظ على عظم الفكين أيضًا، وإلاّ فإنّ عظمهما سينكمش ببطء مع الوقت وينقص بنسبة 25 بالمئة.
ما بعد الغداء
بعد أن امتلأت معدتك وتذوّقت ما تشتهيه من طعام، وقبل أن تمشي قليلاً لأن المشي يساعد على تكوين عقل سليم في جسم سليم، عليك أن تمضي إلى الحمام لتجدّد رائحة نفسك بتنظيف سريع للأسنان يزيل الرواسب عنها.
لقد تعلّمنا أخيرًا أنّ الفم يأوي مجتمعات ميكروبية حقيقية يتجاوز عددها الستة بلايين تقريبًا. وفي قبلة بطيئة واحدة يقدّم القرينان أكثر من خمسة ملايين جرثومة أحدهما للآخر. وهذه الجراثيم تزدهر في تجمّعات منظّمة تلتصق مع بعضها بعضًا في «طبقات حيوية» وتستقرّ ضمن أعشاش متخصصة. وتحمي هذه الطبقات الجراثيم، وتشجّع على نموّها في مجموعات عائلية مترابطة، فالمجموعة الحمراء منها، على سبيل المثال، هي اتحاد لثلاثة أنواع تشارك في أمراض اللثة، ويؤدي تنظيف الأسنان إلى الإخلال بهذه العلاقات، ما يثبط قدرتها على النموّ والعيش والإضرار بأسنانك، أو تهييج لثتك، أو تعزيز رائحة الفم الكريهة. وتثبت الأبحاث أنّ هذه الرائحة تنجم بشكل رئيس عن هذه الميكروبات الفموية الدقيقة التي تعطي مذاقها للبروتين، وعند هضم البروتين تنتج باقة من المواد النتنة.
المساء
معلومتان قيّمتان توردهما المؤلفة في سياق ما يحدث عند المساء في حفلة ما. فالرجال يجدون إغراءً خاصًا في وجوه النساء اللواتي في فترة الإباضة. وأشارت الدراسات إلى إمكانات آسرة وهبها الله لوجوهنا تشتمل على تغيّرات في لون الشفتين وحجمهما وتوسُّع في الحدقتين وتبدُّل في لون الجلد ونبرة الصوت في وقتٍ ما من دورة المرأة الشهرية حيث يكون احتمال الإخصاب على أشدّه. وثمة أخبار جديدة مفادها أن المرأة قد تصبح مغرية عندما تكون في طور الإباضة ليس بسبب ملامح وجهها وحسب، ولكن نتيجة رائحتها أيضًا.
وعلى هذا الصعيد، يقول الدكتور ستودارت إننا نحن البشر من بين أكثر الرئيسيات في عالم الحيوان اشتمامًا للروائح. وتكثر غدد الرائحة في الوجه والفروة والشفة العلوية والأجفان والقناتين الأذنيتين والحلمتين والقضيب والصفن والعانة، ولكن معظم رائحة جسمنا الطبيعية الصحية أو رائحة المسك، تنشأ من الغدد الدهنية التي تتجمّع في إبطينا، ولا تبدأ بوظيفتها إلاّ عند البلوغ.
الليل
أمراض كثيرة تسوء ليلاً، فالحمّى تشتدّ، وتهيُّج الجلد يزداد، كذلك تحتدّ القروح والجروح وحرقة الفؤاد.
يتباطأ ليلاً الكثير من دفاعاتنا النهارية أو يتعطّل. فالبلع يعتريه بعض الانزعاج، ويزداد الإفراز الحمضي، وتتعاظم التفاعلات الالتهابية، وتشتدّ نوبات الربو، ما يقود إلى السعال وضيق التنفّس، وهذا ما يبعد النوم عن أجفاننا التي تحلم برحلة نوم رائعة.
تتألف رحلة النوم من أربع أو خمس مراحل تتكرّر بشكل دوري طوال الليل، ويمتدّ كلٌّ منها ساعة ونصف الساعة تقريبًا، وهي تتناوب بين النوم العميق الهادئ والنوم النشيط. ويقول الدكتور آلان هوبسن من جامعة هارفرد: «حتى في أثناء النوم العميق، عندما قد يكون الوعي غائبًا تمامًا يبقى الدماغ متنشطًا بنسبة 80 بالمئة تقريبًا، ومن ثمّ قادرًا على معالجة المعلومات بشكل متقن ونشيط».
ممتع ومشوّق
أفضل كلمة نختم بها هذا المقال هو في اختيارنا المقطع الأوّل من مقدّمة المترجم الدكتور حسّان أحمد قمحية، عضو شبكة تعريب العلوم الصحية بمنظمة الصحة العالمية، الذي كتب:
«لم أستمتع وأنا أترجم كتابًا مثلما استمتعت بترجمة هذا الكتاب للكاتبة جينيفر أكيرمان، فهو كتاب ممتع مشوّق، لم تغب صفحة منه عن معلومات قيّمة قلما وجدتها في كتاب آخر، إنه يغوص في أعماق الجسم، في أحلامنا وآمالنا، في يقظتنا ونومنا، في حبّنا وعشقنا، في ذاكرتنا وإدراكنا، في ماضينا وحاضرنا، وفي عمرنا، شبابنا وشيخوختنا، وينحو في كل ذلك منحى علميًا لا يكل ولا يفتر، سعيًا وراء علم ومعلوم».
لقد صدق المترجم في ما كتبه لأنني استمتعت وتعلمت أيضًا، وأدركت كم أنّ معلوماتنا الصحية والنفسيّة عن أجسامنا ضئيلة جدًا وربّما خاطئة أحيانًا.
يولي الإنسان اهتمامه لمختلف الأمور الخارجيّة التي تحصل لجسمه من تجاعيد أو سقوط شعر أو بدانة أو شكل الأنف، ويتجاهل ما يحدث في داخله معتبرًا أن الجهل خير من المعرفة ما دام هذا الجسم لم يتعرّض للخلل أو الاضطراب.
يتناول كتاب «يوم من الحياة في جسمك» العلم الجديد للجسم، كذلك يتناول الأحداث المعقدة والمثيرة التي تحصل داخله طوال 24 ساعة من اليوم. وعلى رغم ملايين الفوارق الصغيرة والهامة في التشريح والفيزيولوجيا والسلوك، فنحن نتقاسم خبرات جسميّة مشتركة، وقد وزّعت المؤلفة موضوعاتها على خمس مراحل من اليوم، بدأتها بفترة «الصباح» و{الظّهيرة» ثمّ «بعد الظهيرة» يليها «المساء» ويختمها «الليل».
ونقتطف من هذه المراحل بعض النبذات المفيدة والمشوّقة لننعم مع المؤلّفة بمعرفةٍ جديدة نضيفها إلى معلوماتنا.
الصّباح
استقصى الباحث بيريز لافي ما إذا كان يمكن أن يستيقظ الناس في وقت معيّن من دون منبّهات خارجية، فاكتشف شيئًا مدهشاً: استيقظ كثير من الأشخاص لديه قبل عشر دقائق أو بعدها من الوقت المحدّد حتى عندما كان الوقت المحدّد باكرًا عند الثالثة والنصف بعد منتصف الليل.
يتعقّب العقل اللاواعي بطريقة ما وقت الساعة حتى خلال النوم، حيث يتوقع الدماغ حدثًا ذا توقيت كما يفعل في أثناء اليقظة، ويحرّض على إطلاق مواد كيماوية تهدف إلى نهوضنا وتحرّكنا.
وفي مجال آخر، رغب بعض الناس صباحًا في القيام بعملين معًا أو الانتباه إلى شيئين في الوقت نفسه. فما مدى كفاءة ذلك؟
كتب بوبيليوس سايروس سنة 855م «أن تقوم بعملين معًا يعني ألاّ تقوم بأيّ منهما». وتتراكم الأدلّة التي تؤيد هذا الشاعر اللاتيني، فعلى رغم القدرات الهائلة على المعالجة المتوازية التي تبديها الخلايا العصبية الدماغية البالغ عددها 155 بليون خلية، فإن الدماغ لم يُجعل للعمل في وقتين معًا، وعند محاولة القيام بمهمتين سويّةً قد يُحبط حتى بأبسطها.
الظهيرة
فترة الظهيرة تجعل الشخص يفكر بالطعام، والجوع أفضل صلصة طبيعية تهيّئ المعدة للبحث عن الأطايب. وثمة دراسة تظهر أن بعض الطعام يمكن ألاّ يعزّز الراحة النفسية فحسب، بل يخفّف الانزعاج النفسي أيضاً، فقد وجد الباحثون أنّ الأطعمة الغنية بالزبدة والزيت وأنواع أخرى من الدهون قد تفقد إحساس الألم، والأشخاص الذين أطعموا وجبة من الفطائر المحلاة والغنية بالقشدة والزبدة السائلة قبل 90 دقيقة من غمر سواعدهم في ماء متجمّد، لم يتألّموا مثل الذين أكلوا فطائر محلاة ذات سعرات حرارية مماثلة، لكن مع حليب منزوع الدسم وماء، كذلك خفّ الألم كثيرًا بعد نحو ساعة ونصف الساعة من الوجبة. وبما أن الوجبة السائلة أخفقت في تحقيق التخفيف نفسه، لذلك يتوقّع العلماء أن التأثير قد يعتمد على ما يُدعى «التنبيه الحسي الفموي» أي الشمّ والتذوّق والاعتقاد بتلك الفطائر المحلاة الغنيّة بالدهون، الذي قد يحرّض الأفيونيات opiods الطبيعية المسكّنة للألم في الجسم.
وننتقل إلى الطواحن التي تهرس الطعام وتسهّل عمليّة المضغ، فقد تبيّن أن الميناء الأبيض اللامع الذي يتوّج كلّ سنّ هو أقوى نسيج في الجسم. وبحسب الباحث «لوكاس» يطبّق الفكان لدى الإنسان زهاء 59 كغ من الضغط على أسنانه عندما يقوم بعملية القضم والعلك، ولا يعدّ هذا الضغط كله هامًا لطحن الطعام فحسب، بل للحفاظ على عظم الفكين أيضًا، وإلاّ فإنّ عظمهما سينكمش ببطء مع الوقت وينقص بنسبة 25 بالمئة.
ما بعد الغداء
بعد أن امتلأت معدتك وتذوّقت ما تشتهيه من طعام، وقبل أن تمشي قليلاً لأن المشي يساعد على تكوين عقل سليم في جسم سليم، عليك أن تمضي إلى الحمام لتجدّد رائحة نفسك بتنظيف سريع للأسنان يزيل الرواسب عنها.
لقد تعلّمنا أخيرًا أنّ الفم يأوي مجتمعات ميكروبية حقيقية يتجاوز عددها الستة بلايين تقريبًا. وفي قبلة بطيئة واحدة يقدّم القرينان أكثر من خمسة ملايين جرثومة أحدهما للآخر. وهذه الجراثيم تزدهر في تجمّعات منظّمة تلتصق مع بعضها بعضًا في «طبقات حيوية» وتستقرّ ضمن أعشاش متخصصة. وتحمي هذه الطبقات الجراثيم، وتشجّع على نموّها في مجموعات عائلية مترابطة، فالمجموعة الحمراء منها، على سبيل المثال، هي اتحاد لثلاثة أنواع تشارك في أمراض اللثة، ويؤدي تنظيف الأسنان إلى الإخلال بهذه العلاقات، ما يثبط قدرتها على النموّ والعيش والإضرار بأسنانك، أو تهييج لثتك، أو تعزيز رائحة الفم الكريهة. وتثبت الأبحاث أنّ هذه الرائحة تنجم بشكل رئيس عن هذه الميكروبات الفموية الدقيقة التي تعطي مذاقها للبروتين، وعند هضم البروتين تنتج باقة من المواد النتنة.
المساء
معلومتان قيّمتان توردهما المؤلفة في سياق ما يحدث عند المساء في حفلة ما. فالرجال يجدون إغراءً خاصًا في وجوه النساء اللواتي في فترة الإباضة. وأشارت الدراسات إلى إمكانات آسرة وهبها الله لوجوهنا تشتمل على تغيّرات في لون الشفتين وحجمهما وتوسُّع في الحدقتين وتبدُّل في لون الجلد ونبرة الصوت في وقتٍ ما من دورة المرأة الشهرية حيث يكون احتمال الإخصاب على أشدّه. وثمة أخبار جديدة مفادها أن المرأة قد تصبح مغرية عندما تكون في طور الإباضة ليس بسبب ملامح وجهها وحسب، ولكن نتيجة رائحتها أيضًا.
وعلى هذا الصعيد، يقول الدكتور ستودارت إننا نحن البشر من بين أكثر الرئيسيات في عالم الحيوان اشتمامًا للروائح. وتكثر غدد الرائحة في الوجه والفروة والشفة العلوية والأجفان والقناتين الأذنيتين والحلمتين والقضيب والصفن والعانة، ولكن معظم رائحة جسمنا الطبيعية الصحية أو رائحة المسك، تنشأ من الغدد الدهنية التي تتجمّع في إبطينا، ولا تبدأ بوظيفتها إلاّ عند البلوغ.
الليل
أمراض كثيرة تسوء ليلاً، فالحمّى تشتدّ، وتهيُّج الجلد يزداد، كذلك تحتدّ القروح والجروح وحرقة الفؤاد.
يتباطأ ليلاً الكثير من دفاعاتنا النهارية أو يتعطّل. فالبلع يعتريه بعض الانزعاج، ويزداد الإفراز الحمضي، وتتعاظم التفاعلات الالتهابية، وتشتدّ نوبات الربو، ما يقود إلى السعال وضيق التنفّس، وهذا ما يبعد النوم عن أجفاننا التي تحلم برحلة نوم رائعة.
تتألف رحلة النوم من أربع أو خمس مراحل تتكرّر بشكل دوري طوال الليل، ويمتدّ كلٌّ منها ساعة ونصف الساعة تقريبًا، وهي تتناوب بين النوم العميق الهادئ والنوم النشيط. ويقول الدكتور آلان هوبسن من جامعة هارفرد: «حتى في أثناء النوم العميق، عندما قد يكون الوعي غائبًا تمامًا يبقى الدماغ متنشطًا بنسبة 80 بالمئة تقريبًا، ومن ثمّ قادرًا على معالجة المعلومات بشكل متقن ونشيط».
ممتع ومشوّق
أفضل كلمة نختم بها هذا المقال هو في اختيارنا المقطع الأوّل من مقدّمة المترجم الدكتور حسّان أحمد قمحية، عضو شبكة تعريب العلوم الصحية بمنظمة الصحة العالمية، الذي كتب:
«لم أستمتع وأنا أترجم كتابًا مثلما استمتعت بترجمة هذا الكتاب للكاتبة جينيفر أكيرمان، فهو كتاب ممتع مشوّق، لم تغب صفحة منه عن معلومات قيّمة قلما وجدتها في كتاب آخر، إنه يغوص في أعماق الجسم، في أحلامنا وآمالنا، في يقظتنا ونومنا، في حبّنا وعشقنا، في ذاكرتنا وإدراكنا، في ماضينا وحاضرنا، وفي عمرنا، شبابنا وشيخوختنا، وينحو في كل ذلك منحى علميًا لا يكل ولا يفتر، سعيًا وراء علم ومعلوم».
لقد صدق المترجم في ما كتبه لأنني استمتعت وتعلمت أيضًا، وأدركت كم أنّ معلوماتنا الصحية والنفسيّة عن أجسامنا ضئيلة جدًا وربّما خاطئة أحيانًا.