زهرة الرومان

ولكموووووووووووووو
اهلا و سهلا بزائرنا الكريم يشرفنا تسجيلك و انظمامك الينا و الى اسرتنا
شاكرين لك مرورك و تشريفك

زهرة الرومان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زهرة الرومان

منتدى عام


    مطر يتسول داخل المدينة .. !!‎

    آنثى آلمطر
    آنثى آلمطر
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 201
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 31/07/2010

    مطر يتسول داخل المدينة .. !!‎ Empty مطر يتسول داخل المدينة .. !!‎

    مُساهمة من طرف آنثى آلمطر الأحد مايو 08, 2011 4:42 am


    وابتهج صبية من المارة ..

    يا للسعادة يا للسعادة .. جائكم مطر يتسول المدينة ..

    فابتلت المدينة وكل الازقة الا بعضاً من لوحاتهم الدكنية ..

    واخذ بعضاً من القوم شاعراً ..

    يآ مطراً يسكننآ بحرفه ويبحر فينآ بلا مينآء
    يزرعنآ في زمن الحب لتنبتَ سنآبل الحنين في أعمآقنآ

    هطولك يا مطر أنيق كمآ أنت انيق وبوقت هو الوقت وقتك
    فـ لا توقظ ذلك الغيآب الذي انتشى في دواخلنا


    فأصبح حال الشاعر كـ مبلد يتوارى خلف مشاعره ..

    فجاء للحروف قائلاً ..

    امطري فالليل يتلو عبر إنصاتي
    تسابيح حنيني,,!
    وأنا وحدي أناجيك كنوّار البراري
    بينما مازلت,, في الآفاق
    تصطكين من برد انتظاري!!
    أمطري,.
    لا حيث شئتي,.
    مثلما قال رعاة الأرض في صوت الرشيد
    بل كما قال صبي

    (يحفظ التاريخ من يوم انكسارات الجدود ويغني ,, للصباحات التي ساخت بأقدام المدينة والعصافير التي نامت حزينة,,!)

    او كما قال احدهم :
    أحبّ اللغه العربيه بكل أحوالها إلا أنني أعتب عليها في شي فقط !
    وهو | ضمير الغائب لأني لا أظن أن لـ الغائب ضمير ..


    الأوقات المتشابهة كنظّارة الكفيف السوداء ..لا تفعل أكثر من كونها تحجب عيون الآخرين عن نَظَرِه الأعمى !
    يستهلكها الملل ، وتعبث بها همجيّة الهواجس ، ويمارس فيها النوم رذيلة العبادة ..!
    تشبه خاتمة الحِداد مهما تداعى بها الصخب ، وتلقّفتها الملذات ، وتآخت بها الظلال !

    منذ رحيلك والجراح لاتأتي كما يشتهي الشجن ، ولاكما يتمنى البحارة الفقراء ..!
    فـ انا غاضب حد الثمالة لللصبية الذين يفتحُون قنينةَ خمرٍ تُدمِي عُنُقَ الفناء ..؟؟

    الرسائلُ ..رقصُ السنابلِ للريحِ
    كـ تلميذةٌ نسيتْ في حقيبتها وردة
    من لقاء المساءْ ..

    الرسائلُ جائعة للكلامِ محنَّطةً في التوابيتِ
    توَّاقةً للقاءْ ..!

    لكنها قطرة من دمي ثقبَتْ إصبعي
    خرجتْ عن مسارِ وريدي
    فحق عليها البكاءْ ..!


    خلف جدارِ البحر ..
    في مدينةٍ من الخبز والملحِ ، والسكر والحسرة ، والحلم والواقع ، وعرقِ البحَّارةِ وتسوّل المطر ...
    يرمي الناسُ نفايات أوجاعهم على أرصفة الظلالْ ..!
    يجهلون في السنن والذرائع وقراءة الروايات المترجمة وأسماء الشمس ، وتاريخ انعقاد مؤتمرات السلام والأخبار المسيّسة ..!
    تتعاطى ساعاتهم الرشوة والنميمة والغيبة وغسل الأموال..!
    أكبر ذنوبهم التدخين ، وأقربها ارتكاب مظاهر العيد ، وآخرها تهريب البالونات الحمراء ، .. والبطاقات الالكترونية ..!
    يقيمُ الليلُ خلف جدرانها .. حين يسكنُ أهلها الشجرَ الأصفرَ والأعمدة المضاءة ، ولوحات الإعلانات المتلفزة ، وأسماء الدكاكين ،

    والقصائد المحكية ، وأخبار الأسهم ، وأسماء الشوارع ، والفساد الإداريّ ..!

    ويسافرُ فيها الغيمُ شحيحًا حدَّ ندمِ الرشيد على مشيئته ، وقلْبِ الأشمغة من أجل عودة الشمس للبحر ،والحديدِ لمحلاته القديمة ..!
    شوارعها من خشبِ النارِ ، وحفر الصرف الصحي ، والأبواق التي تشتم اليومَ بذنب التأخر عن الغد ..!
    مطارها سفينة الصحراء ، وأخبار المناطق ، والأمثال التراثية ، ووصايا التأني ، ونداءات الرحلات المؤجلة ، وخوف الركاب من مضار ( الضغط ) الجوّي..!
    جوعها البرد المبلل بعطر الأغنياء فيها ، والمطر المعد في برامج الاستمطارْ ، والاحتياطاتُ الأمنية ،

    وسلامة أشجارها البرية من جشع الحطابين وخنادق الفحم ، واستراحات الشبّة ، وحفلات المزايين ...!

    خلف البحر مدينة لانجاهرُ إلا بها ، ولا نهاجرُ إلا إليها .


    المدينةُ مذكورةٌ في الكتابِ القديمِ ..
    مؤجّلةً للكلامِ وآيلةً للسكوتْ ..!
    المدينةُ مثلُ القصيدةِ تبكي وتضحكُ .. تلهو وتُنهكُ
    تغتابُ شاعرَها في حديثِ البيوتْ ..!


    الليل في السماء غابة من الإجابات لأسئلة لايدركها البال ، ولا تتوهّمها النظرات الشاردة ، ولا يبحث عنها عاشق مكابر ..!
    كلما تأخذني منه غمزة مازحٍ ، أو تودّد صديق ، أو توسّلٍ إليّ بأغنية فيروزية ، لم تكن يومًا غير نغمةٍ تجيء بها من آخر الغياب .. أدرك أن الليل أكثر بعدًا في السماء .. !
    يبوح الليل بسّره الذي نكتنزه بداخلنا، يبوح به لنا، ولا نملك إلِّا الدهشة !


    ( ورا بيتي سكن عصفورْ يحب النور يخاف الظلمة اللي صوتها مغرورْ
    أجيه بآخر الشارعْ أجيه الشاعر البارع يغنيني ..!! يناديني وأنا مبهورْ
    ياربي كيف ها العصفورْ قدرْ يقطف غصون النورْ وأنا الشاعرْ ..عجزت ألمّ من ضعفي شظايا قلبي المكسورْ ..!! )


    تحدثني أمِّي وتصغي إليّ ..
    إذا لامستْ يدها فروةَ الحزنِ قالت :
    ( كنتَ صغيرًا على الحزنِ والذنبِ والذكرياتْ
    قريبًا من البحرِ
    كان لسانك قطعةَ حلوى ..
    وحزنكَ هدهدة الأغنياتْ ...
    فماذا بعينيكَ ياطفل عمري ويا حياة قلبي
    وقد طوّفتْ العشرينات ومازلت تسكنُ بيتَ الشتاتْ ..؟!

    تحدثني أمي وتصغي إلي ...
    مساءً جديدًا
    يجيء بطعمِ قرانا القديمةِ ..
    تجيء به .. مريم الآنَ تشبهُ بعضِ الذي عدتُ أذكرهُ
    من أحاجيكِ بين النعاسِ وبين حفيف الشفاةْ ..!
    معذّبة كالطريقِ النبيلِ .. وصوفيّة الحلمِ بكر الأناةْ ..

    تحدثني أمي وتصغي إلي ...
    أمازال في العمر متسعٌ والحنينُ لذكرى..!
    وأنتَ تعدُّ السنينَ عذاباتِ موتٍ وبشرى ..؟!!

    ( على البابِ مريمُ أخرى ..)!
    يداها مطوّقةٌ بالنهاياتِ .. في عينها ضحكةٌ للبداياتِ
    في صوتها يتربّى الحمامْ ...
    أحدّثُ أمي فتصغي إليّ ..
    إذا لامست يدُها فروة الحزنِ قالت: ( عليها السلام ) ..!

    تدوّخني بالكلامِ الحنونِ والاماني المسيرة..
    بشارعهِ المنتهي بالذبول ..


    تجيئُ تقول :
    ( وأمّي كأمِّكَ من تمتمات الصلاة ..!
    تحدثني ثم تصغي إليّ :
    ( دعي مالقلبي لقلبي
    وللآهِ خوفَ الأمومةِ أو حزنَ عينيكِ حين تنامين قربي .. !
    أخافُ عليكِ انشطارَ النهارِ
    وبيتَ الزجاجِ
    وأوزار ذنبي ..!
    دعي مالقلبي لقلبي )


    كنتُ أقول لها .. :
    جئتُ مابين كفَّيك طفلاً تجوّعهُ الأغنياتُ
    .. فيمضي إلى ركنِ غرفتِه ..هاربًا عن عيونِكِ
    ملتبسًا بالحكايا السعيدةْ ...!

    وكانتْ ( ..من الظلِّ ..) .. تروي حكايتَها للسنين الجديدة ..!

    أنثى سوى أمّي تهدهدُ ..مايقالُ عن الفصامِ
    وعن تعاويذِ الطفولةْ ..!

    حتى صديقي الموتَ مرَّ الآن ما ألقى تحاياهُ الملولةْ ..!
    حتى غواية جارتي البكرِ
    التي كذبتْ على أمي فقالت إنها امرأةٌ خجولةْ
    حتى أنا والحرب ... أو حتى غبارُ جرائدي الأولى
    جميع مذيعي الأخبارِ والصورِ المهولةْ ..!

    كلٌّ مضى .. حين استدنتُ وثيقة الإعياء ..
    كنتُ رهنتُ من جسدي شيئاً من الآه

    ومن جَلَدي
    حكاياتٍ عجولةْ ..!
    كلّ مضى ..
    الآنَ ما عادت تليق بوجهك الرمليِّ لوقبَّلتَ
    حتى جبهةَ السيّاب ..
    أدوار البطولة ..!



    يا لحجم ذلك الحنين فـ لو انصهر بمدينة من المدن لسيل اودية ما سالت ابد الدهر ,,!!

    يا للحكايات الكبيرة ..

    يا لليالي الطويلة ..

    يا للحروف المسجعة ..

    فـ كل صباح اعتدت أن أعانق ( الشروق ) حياةً لاتملُّ من الشكوى .. ولا تنقضُّ على الظلال الموحشة ...
    كوخنا الطريق .. وصباحاتنا واجهة الحياة ...!
    يوم أمس كنتُ متخاصما مع الحياة حين قلت لها :
    ( العمر حلم ليلي لايكتمل بالصباح .. نصحو له ناقصاً .. فلا يبقى منه غير سوداوية الليل ...! )
    قالت لكن بياض النهار أولى ...
    قلت لها ليس إلا ظلالاً ينهكها آخره فتحنق عليه حتى تلتهمه ..!
    فساد الصمت فكان عنوان تحت سلة المطر ..!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 2:25 am